تقرير / قسمه الفضلي

انطلقت في عموم ارجاء محافظة ذي قار اليوم الحملة الوطنية الطارئة لمكافحة مرض شلل الاطفال و تستمر على مدى خمسة ايام للفترة من 13-17 من شهر ايار الجاري في محاولة للقضاء واستئصال الفيروس المسبب له بعد تسجيل اصابة مؤكدة في العاصمة بغداد .

 

وقد اعلنت دائرة صحة ذي قار عن انطلاق الحملة بتنفيذ مسيرة راجلة تتألف من جميع الفرق التلقيحية المكلفة بتنفيذ الحملة الاحترازية بدأت من امام منصة التحية في ساحة الحبوبي وبحضور عدد من اعضاء مجلس النواب عن ذي قار ورئيس لجنة الصحة والبيئة في المحافظة وممثلين عن العتبة الحسينية و هيئة المواكب الحسينية وجمع غفير من قادة المجتمع وأصحاب القرار لتتوزع بعد ذلك فرق التحصين على الاحياء والمناطق السكنية لممارسة العمل الميداني لتلقيح جميع الاطفال دون سن الخامسة ضد مرض شلل الاطفال المعدي وبغض النظر عن الموقف التلقيحي السابق .

وقد شكلت الدائرة لهذا الغرض (702)  فرقة تلقيحية لضمان الوصول الى الفئات المستهدفة في جميع مناطق المحافظة وخصوصا البعيدة والصعبة منها بالإضافة الى العشوائيات والتجمعات السكانية غير المخدومة صحيا و ذات الاصحاح البيئي المتدني حيث توزعت تلك الفرق بواقع (72) فرقة ثابتة و (316) فرقة الية فيما وصل عدد الفرق الراجلة الى (314) فرقة ويشرف على العمل ميدانيا (101) مشرفا للمراقبة والوصول الى نسب التغطية المطلوبة لذلك المرض الانتقالي ومتابعة المتسربين من الاطفال .

وتستهدف الحملة تلقيح ( 312.598 )  طفلا ممن تتراوح اعمارهم من سن يوم الى خمس سنوات حيث يعد اعطائهم لقاح شلل الاطفال افضل طريقة للوقاية من هذا المرض والأسلوب العلاجي الوحيد لتجنبه  ، كما ان اعطاء التطعيم في الوقت المناسب سيساهم في اكساب الجسم المناعة اللازمة ضد هذا المرض حيث ان تعزيز مناعة جسم الانسان ضد مرض شلل الاطفال يمنع بشكل فعال انتقال فيروس شلل الاطفال ويحد من انتشار الاصابة به بين افراد المجتمع .

ويعد مرض شلل الاطفال احد امراض الطفولة التي عادة ما تصيب الاطفال دون سن الخامسة من العمر واحد الامراض المعدية التي تنتقل عن طريق الأطعمة والمشروبات الملوثة والاحتكاك بفضلات الانسان الملوثة بالجرثومة حيث يتم افراز الفيروس مع البراز في الفترة الحادة للمرض والتي عادة تبلغ خمسة اسابيع وتختلف الاعراض بشكل كبير بين حالات لا تظهر عليها اي اعراض مرضية الى حالات الشلل التام والوفاة .

وقد استثمرت صحة ذي قار جميع مواردها البشرية واستخدمت كافة الامكانيات المادية المتاحة للتحضير والاستعداد لتحقيق الاهداف المنشودة ، و اتخذت الاجراءات اللازمة للتهيئة وإعداد وتذليل جميع الصعوبات والمعوقات ومعالجة السلبيات التي واجهتها في الحملات التلقيحية السابقة .   

وتضمنت خطة العمل الموضوعة بالندوات والاجتماعات التحضيرية العديدة  التي عقدت لمناقشة الاستعدادات  رسم الانشطة والجهود للحفاظ على ما احرز من نجاح في محافظة ذي قار التي لم تسجل اي اصابة بهذا المرض .

وحضر وفد وزاري جانب من تلك الندوات والاجتماعات ممثلا عن غرفة العمليات التي شكلتها وزارة الصحة لإنجاح الحملة الطارئة  فضلا عن مشاركة مجتمعية متميزة لهيئة المواكب في المحافظة في تلك الاجتماعات لدعم تلك الجهود الوقائية والمبادرة بتقديم العون والعمل التطوعي من خلال تنسيب احد اعضاء المواكب مع كل فرقة تلقيحية لتعزيز الوعي الصحي للعوائل بأهمية اخذ اللقاحات علاوة على إسناد الدائرة بسيارات خاصة لنقل فرق التحصين .

ومن اجل ضمان الاداء الامثل لمتطوعي هيئة المواكب الحسينية تم اشراكهم في دورة تدريبية اعقبتها ممارسة عملية في الميدان في منطقة الشرقية في مركز المحافظة لخمسون متطوعا من بين (500) متطوعا سبقت انطلاق الحملة بعدة ايام لتنظيم الجهود وبناء قدراتهم في التوعية والطريقة الصحيحة لمصاحبة الفرق التلقيحية .

واعتمدت فرق التحصين المشكلة على التثقيف الصحي نظرا لكونه احد اهم العوامل المستخدمة في تقديم الرعاية الصحية حيث سخرت جميع الامكانيات للوصول بالتوعية الى اهدافها المبتغاة اذ نظمت في اليوم السابق للحملة مسيرة الية مؤلفة من عدد كبير من سيارات الاسعاف والسيارات الخدمية ضمن فعاليات التوعوية التمهيدية للحملة شملت كافة الاحياء السكنية ذات الكثافة العالية والأسواق المحلية لتحفيز المواطنين على المشاركة الفاعلة  بالحملة التكميلية الطارئة لما لها من تأثير على المستوى الصحي في المجتمع وعلى صحة الاجيال القادمة وقد حملت سيارات الاسعاف عددا من الشعارات ونشرات التوعوية والاعتماد على مكبرات الصوت بتوضيح اهداف الحملة بالإضافة الى توزيع عدد من الرسائل الصحية على المواطنين والمارة لضمان الحشد المجتمعي المطلوب للمساهمة في اعداد اجيال معافاة من مرض شلل الاطفال .

وضمن اطار حملات التوعية كذلك وزعت شعبتي تعزيز الصحة والإعلام (300) لوحة ارشادية وتوزيع العديد من المواد المطبوعة في جميع القطاعات الصحية الى جانب استغلال جميع وسائل الاعلام المحلية بتوجيه الرسائل الصحية للمواطنين وتعبئة جميع قطاعات المجتمع المدني الاخرى حول ضرورة تحصين الاطفال بالجرعات المقررة من لقاح شلل الاطفال ووجوب ازالة المعتقدات والممارسات الخاطئة حول التلقيحات مع التأكيد على رصانة مناشئها  وأهميتها  بخفض معدلات المراضة والتقليل من نسب الوفيات بين الاطفال دون سن الخامسة  .