قرير / قسمه الفضلي 
جراحة الاطفال هو التخصص الفرعي من جراحة تنطوي على عملية جراحية للأجنة والرضع والأطفال والمراهقين واليافعين . ويقوم الجراحين المختصيين بتشخيص ومعالجة المشاكل الجراحية عند الأطفال وحديثي الولادة قبل إجراء الجراحة وبعدها و تقديم العلاج الجراحي لكل المشاكل والحالات التي تصيب الأطفال وتحتاج لتدخل جراحي .
لذلك اسست دائرة صحة ذي قار وحدة جراحة الأطفال كتخصص فرعي دقيق في مستشفى بنت الهدى للنسائية والأطفال ، وكانت الفكرة وراء إقامة مثل هذه الوحدة هي لتوفير رعاية جراحية ذات مستوى عال لحديثي الولادة والأطفال الصغار وقد حققت الوحدة منذ ذلك الحين تقدماً واضحاً نحو الوصول إلى هذا الهدف.
وأفاد الاختصاص في جراحة وطب الاطفال في المستشفى المذكور الدكتور مؤيد عبد الكاظم  بان الوحدة تسعى لتقديم أحدث الخدمات الجراحية للأطفال وحديثي الولادة لخلق اجيال معافاة خالية من الامراض وذلك بفضل تلك الخدمات التخصصية التي وفرت لها الدائرة الملاكات العلمية المؤهلة والأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة .
مضيفا ان الوحدة تجرى جميع أنواع العمليات الجراحية البسيطة والكبيرة بما فيها عمليات الصدر والبطن والبولية والشرجية والأورام ، فيما تشكل الأمراض الخلقية التي يعانيها الأطفال حديثو الولادة جزءاً كبيراً من حجم العمل في الوحدة .
وحول اكثر امراض الاطفال الشائعة التي قد تتطلب تداخل جراحي في الوحدة اشار الى ان التهاب الزائدة الدودية  اكثر الحالات التي تجري تقريبا وبشكل يومي فيما تأتي عملية تداخل الامعاء بالمرتبة الثانية وخاصة للأعمار تحت السنة والنصف وهذه الحالات تعتبر حالات طارئة اذا بقيت بدون تشخيص صحيح وتداخل جراحي اذ من الممكن ان تؤدي الى مضاعفات قد تؤثر على الحياة ثم يليها حالات انسداد الامعاء وحالات الفتق بأنواعها بالإضافة الى حالات انعدام المقعد و الاصابة بالأورام وخاصة الاورام الولادية مثل اورام الكلى او الاورام العصبية والتي تسجل تزايدا ملحوظا  نتيجة التلوثات والحروب التي شهدتها البلاد .
ومنوها الى ان هناك فرقا بين جراحة الاطفال وجراحة الكبار يكمن في ان جسم الطفل يختلف عن جسم الكبير بأشياء معينة كما في نسبة الشحوم الموجودة تحت الجلد  والتي تكون بنسبة اقل لدى الطفل وعليه فان جسمه قد يكتسب الحرارة او البرودة او يفقدها بصورة سريعة ولهذا يكون الطفل اكثر عرضة للمشاكل الثانوية التي ترافق الامراض الجراحية ، بالإضافة الى عدم  نمو الاعصاب بصورة كاملة مما يجعله عرضة للأمراض العصبية الثانوية او ما نسميه بالعامية (بالشمرة )وهذه تحدث في حالة ارتفاع الحرارة خاصة لدى من هم دون السادسة من العمر نتيجة ان الاعصاب غير مكتملة التغليف ولذلك ممكن ان تعطى الاعصاب ايعازات مستمرة قد يفسرها الدماغ بالحرارة المرتفعة أي يعطيها تفسيرا اخرا مختلفا يوحي بان الجسم في حالة مرض او ما شابه فيحاول ان يدخل الجسم في حالة انذار ، كما ان بنية جسم الطفل عرضة لنقصان نسبة الجلوكوز في الدم أي من المحتمل ان يصاب بهبوط السكر السريع مما يعني ان العناية قبل وبعد العملية تحتاج الى رعاية فائقة و الى اعداد سوائل الجسم بصورة صحيحة لان نسبة السوائل بجسم الطفل اكثر منها لدى الشخص الكبير ، وتتمثل اخر الاختلافات الجوهرية في صعوبة تشخيص المرض لدى الطفل  لعدم قدرته على التعبير عن  الشكوى من الاعراض لان وسيلته في التعبير عادة البكاء فقط ، اما فيما يخص الاختلافات الجراحية والاختلافات اثناء اجراء العملية الجراحية فإنها ترجع الى صغر حجم اعضاء الطفل والتي تحتاج الى دقة متناهية  في التعامل الجراحي مثال ذلك ان امعاء الصغير حديث الولادة اشبه بحجم قصبة العصير بينما امعاء الكبير قد تصل الى 3-4سم وبذلك تكون اسهل من الناحيتين التقنية والجراحية اثناء التحضير للعملية .
ولافتا الى اهمية مراقبة الوالدين للحالة الصحية للطفل والاكتشاف المبكر للأمراض لما لها من دور في التقليل من العواقب ومن ترقي الحالة ويخفف من الإجراءات الجراحية اللاحقة فالوقاية خير من العلاج فعلى سبيل المثال عندما يحدث تأخر في تشخيص تلف الأمعاء او ما يسمى بالفتق المنخنق و الذي هو عبارة عن حلقة ممكن ان تتسبب في اختناق الامعاء وعندها قد يتحول الوضع من عملية بسيطة الى عملية قص وربط الامعاء .
ومتابعا بان التشخيص المبكر كذلك من الممكن ان يجنبنا المضاعفات المصاحبة للعمليات مثل مشاكل التخدير العام فضلا عن معاناة الاهل ماديا ونفسيا اثناء الرقود في المستشفيات  .
وذكر عبد الكاظم بان هناك تخصصا حديثا جداً اخر في جراحة الأطفال يعنى بتشخيص الحالات قبل الولادة وعلاجها جراحياً مثل الفتق السروي الكبير وبروز الامعاء الكبير واستسقاء الدماغ وفتحات الحبل الشوكي وتشوهات الاطراف و الذي ممكن ان تشخص بجهاز السونار او الموجات فوق الصوتية خلال تلك الفترة الحرجة ولكن العلاج غير متوفرة نهائيا بالعراق لأنه يحتاج الى امكانية مهولة كأجهزة تنظير وأجهزة اخرى لازمة عالية التكلفة موجودة بالدول المتقدمة طبيا فقط ويسمى بالعلاج اثناء فترة الحمل او التداخل الجراحي اثناء الحمل تعالج من خلاله تشوهات معينة بحيث يجرى للطفل عملية جراحية  وهو داخل رحم امه وذلك  افضل مما يتأخر العلاج لما بعد الولادة .
ومنوها الى ان دائرة صحة ذي قار بحدود الامكانيات المتاحة وفرت المستلزمات الضرورية لسير العمل في الوحدة على نحو يميزها عن باقي محافظات الوطن إلا اننا نطمح للمزيد حيث تظهر الحاجة الى اجهزة اخرى مثل جهاز انعاش الطفل تحت وزن خمس كيلوغرام لان الطفل بعد خروجه من العملية يحتاج الى تنفس اصطناعي ما بعد العملية وخاصة في العمليات الكبرى .
وعلى صعيد الانشطة العلمية الاخرى ذكر عبد الكاظم ان  وحدة جراحة الأطفال تشارك مشاركة فعالة في تعليم وتدريب الأطباء المقيمين وطلبة كلية طب جامعة ذي قار حيث تعقد محاضرات وجلسات تعليمية وعروضاً للحالات المرضية بهدف إعدادهم اعداد جيدا ، ويحضر هذه الاجتماعات جميع أخصائيي جراحة الأطفال العاملين مما يتيح الفرصة لتبادل الخبرات فيما بينهم لتوفير رعاية صحية افضل للأطفال .