تقرير / قسمه الفضلي
تزايدت حالات الانتحار في محافظة ذي قار في الاونة الاخيرة بشكل ملحوظ الى ان سجلت المرتبة الاولى بين محافظات الوطن في اعداد المنتحرين ومحاولي الانتحار .....
و يتزامن مع ذلك نشر منظمة الصحة العالمية الى تقرير يجمع بين طياته عدد من الحقائق التي اكدت على أن الانتحار اصبح  يحتل المرتبة الثانية بين أهم أسباب الوفاة بين الشباب في الفئة العمرية من 15-29  سنة على مستوى العالم . . 
و بالرغم ان التقرير يشير الى ان كل 40 ثانية يموت شخص جراء الانتحار في مكان ما حول العالم ، الا ان الانتحار هو امر يمكن الوقاية منه .....
لذلك ادركت دائرة صحة ذي قار خطورة الموضوع وافتتحت بالتنسيق مع عدد من الجهات العليا ومنظمات المجتمع المدني ردهتين للتعامل مع محاولي الانتحار لرعايتهم من الناحية الطبية والنفسية فيما شكلت محافظة ذي قار خلية ازمة لمكافحة الانتحار . 
  وافاد مدير وحدة الامراض النفسية في مستشفى الحسين التعليمي الدكتور ابراهيم صفاء الصائغ لبرنامج (صحتك تهمنا ) الذي تعده شعبة الاعلام ويذاع من (اذاعة الوعد)  بان الدائرة خصصت ردهتين تضم عدد من الملاكات المتخصصة بالطب والتمريض النفسي بالإضافة الى باحثين نفسيين واجتماعين للتعامل مع حالات محاولي الانتحار حيث يستقبلهم  الفريق النفسي المشكل بعد اجراء التدابير العلاجية الطارئة لانقاذه من محاولة الانتحار  ليخضعهم بعدها الى البحث النفسي في محاولة لتفهم الظروف والأسباب التي دفعتهم الى محاولة الانتحار ومن ثم العمل على مد يد العون لهم ومساعدتهم في حلها .
وعلى الصعيد ذاته وفي جهود موازية ذكر الصائغ بان محافظة ذي قار شكلت خلية ازمة لمكافحة الانتحار يترأسها النائب الاول لمحافظ ذي قار وتضم عضوية دائرتي الصحة والشرطة ومنظمة التواصل والإخاء التي بادرت الى تبني الموضوع . 
مضيفا ان تشكيل الخلية يهدف الى بحث اسباب الظاهرة وإعداد او استراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار بالمشاركة مع قطاعات عدة في المجتمع لخفض معدلات الانتحار والحد من السلوك الانتحاري غير المؤدي الى الموت  .
ومرجعا ارتفاع معدلات الخطورة والأفكار الانتحارية الى عدد من العوامل التي قد تزيد من خطورتها وهي الاضطرابات النفسية وإساءة استعمال المخدرات والحالات النفسية بالإضافة الى الاوضاع العائلية والثقافية والاجتماعية .
و منوها الى ان ابرز عوامل الخطورة المتعلقة بزيادة تلك الافكار والتي تؤدي الى زيادة احتمال الانتحار هي القدرة المحدودة على حل المشكلات لضغوطات الحياة التي تواجه الاشخاص وما تمارسه وسائل الاعلام من تعزيز لتلك الميول الانتحارية . 
وموضحا بان الدراسات العلمية ومن خلال المتابعة لظاهرة الانتحار في المحافظة تشير الى ان الرجال اكثر عرضة للانتحار من النساء ولكن محاولات الانتحار عند النساء اكثر ، وتتراوح الاعمار عادة ما بين فئة 15-30 بالنسبة للرجال بينما تكون عادة بالنسبة للمرأة في سن ما قبل العشرين وهي ما نسميها بمرحلة العطاء فإذا لم يحقق الشخص ما يريده وما يطمح اليه من اهداف حياته فان شعوره بالإحباط واليأس وفقدان الامل قد يصل به الى الرغبة في انهاء حياته فيقرر ان الموت افضل لعدم قدرته على حل المشكلات والتحديات التي تواجهه .
و مشيرا الى ان ابرز اشكال الانتحار التي يلجا اليها المنتحرون في محافظة ذي قار غالبا عن طريق اطلاق النيران من الاسلحة النارية او السقوط من مرتفع عال او الشنق بربط حبال في المروحة بالنسبة للرجال فيما تلجا النساء هنا الى حرق انفسهن او قطع الرسغ او تناول كمية كبيرة من العقاقير ، وهذا ما يتناسب مع طبيعة كلا الجنسين البيولوجية والفسيولوجية .
وداعيا الاهالي الى اهمية معالجة الأمراض النفسية والاضطرابات لدى الفرد؛ كالاكتئاب، والفصام، والإدمان فلا يجب إخفاء أو إهمال ما يَظهر على الفرد من اضطرابات سلوكية غير مألوفة، فيجدر بعائلة المريض التوجه إلى الطبيب النفسي أو المختص لعلاجه، أوإدخاله المصحة النفسية إن لزم الأمر وعدم الخجل أو انتظار تفاقم الحالة....
ومضيفا ان الإنصات للأشخاص المقربين والأصدقاء والأبناء ومَن يمرون بظروف صعبة ، والتواصل العاطفي معهم، وعدم الضغط على الأبناء بخصوص التحصيل الدراسي وعدم مقارنتهم بآخرين أو انتقادهم المستمر، أو إحراجهم والاستهزاء بهم  وتجنب الصراعات الاسرية بين افراد الاسرة من اهم وسائل السيطرة على الافكار الانتحارية التي تراود اذهان الشباب الى جانب ضرورة اخذ الحذر من اصدقاء ورفاق السوء و الاستخدام السيئ للمواقع الالكترونية  لتأثيرهم الكبير في تنامي الافكار الانتحارية .
ومؤكدا الى ان الانتحار هو أمر يمكن الوقاية منه اذا تكاملت الجهود للتخفيف من الاسباب التي تؤدي اليه ،  حيث إن أكثر من 90 % من حالات الانتحار يرتبط سبب انتحارهم باضطرابات نفسية وتحديداً الكآبة، أي فقدان الأمل الذي كان موجوداً لديهم .
و الى ذلك فان الصائغ شدد على اهمية اعطاء قضية الوقاية من الانتحار اولوية وانه امر يتطلب السرعة في تفعيل عمل خلية الازمة التي شكلت لهذا الغرض واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تفاقم تلك الظاهرة السلبية في مواجهة التحديات الحياتية مع ضرورة الاعتماد على برامج تأهيلية ووقائية تتشارك فيها الأسرة والمدرسة ووسائل الاعلام ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والجهات الرقابية ذات العلاقة بالإضافة الى المعالجين النفسيين ،لمد يد العون للأشخاص المعرضون للانتحار ، ووضع خطط للنهوض بشخصية افراد المجتمع والتركيز على الجوانب الإيجابية لديهم، ومساعدتهم على القيام بدورهم في المجتمع ومتابعته وتحسين ما يمكن تحسينه في محيطه الاجتماعي وتقديم الرعاية المجتمعية اللازمة .
 

ت