تقرير / قسمه الفضلي

يعتبر نظام السيطرة والرصد الوبائي للأمراض الانتقالية في العراق عموما وفي محافظة ذي قار خاصة من الانظمة الجيدة وأتاح للبلاد السيطرة بشكل فاعل على الاوبئة المختلفة. إلا ان هناك العديد من الامراض الانتقالية ما زالت تعد من الامراض المتوطنة في البلد وتسجل سنويا في جميع المحافظات وخاصة في المناطق الريفية 

التي تتوافر فيها الظروف الملائمة للوضع الوبائي للأمراض الانتقالية والمعدية .

و حول خارطة الوضع الوبائي في محافظة ذي قار أفاد مدير قسم الصحة العامة الطبيب الاختصاص في الامراض الوبائية الدكتور حيدر علي حنتوش بان موضوع الرصد الوبائي في المحافظة هو عملية مستمرة ومنتظمة لجمع وتحليل المعلومات بهدف تخطيط وتنفيذ وتقييم البرامج الصحية الخاصة بالرصد الوبائي للأمراض لإدخال التعديل اللازم طبقا للمتغيرات الوبائية للمرض في خطوة تهدف الى الاكتشاف المبكر للأوبئة واحتوائها في مراحلها المبكرة قبل انتشارها وتحديد الاولويات في التخطيط للمشاكل الصحية التي تسببها تلك الامراض للحد منها والسيطرة عليها لان الامراض الانتقالية سميت كذلك لان لديها القابلية بالانتقال من الانسان الى الاخر عندما يلمس او يسعل او يعطس او يقبل الشخص المريض شخصا اخر سليم  اومن الحيوان الى الانسان وهذا ما يهدد الصحة العامة ويزيد من ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن امراض العدوى وهذه مشكلة  بالإضافة الى تأثيراتها الصحية ايضا لها ابعاد اقتصادية واجتماعية كبيرة .

لجنة مشتركة

مضيفا بان معرفة اتجاهات المرض امر مهم لاتخاذ الاجراءات اللازمة في الوقت المناسب وتعميم النتائج على المعنيين ومتخذي القرار لدعم الاجراءات الوقائية والتعامل مع الظروف الصحية الاخرى من خلال متابعة ومراقبة الحالات والارتقاء بالسلوكيات الصحية في المجتمع ولأهمية الموضوع شكلت الدائرة وبالاشتراك مع الحكومة المحلية لجنة مشتركة للسيطرة على الامراض حيوانية المنشأ برئاسة نائب المحافظ وعضوية لجنة الصحة والبيئة في مجلس المحافظة وممثلين عن الدوائر الساندة مثل البلديات والزراعة ممثلة في المستشفى البيطري والماء والمجاري وقيادة شرطة ذي قار حيث تقوم هذه اللجنة بعقد اجتماعات دورية يناقش فيها المواضيع المتعلقة في مجال السيطرة على الامراض المعدية اذ غالبا ما تحتاج عملية السيطرة الى دوائر ساندة اخرى خارج نطاق الصحة لمعالجة العديد من المظاهر السلبية التي تشكل خطورة صحية وبيئية على المجتمع وذلك بعد ان تبدأ الصحة بعملية الرصد والتحري عن الاصابات وتثبيتها والتأكد من التشخيص تظهر الحاجة الى اختيار الاجراء الوقائي المناسب بحسب طبيعة المرض كمرض الكوليرا الذي ينتقل عن طريق الماء وهنا نحتاج الى تحسين نوعية المياه  و ظاهرة الرعي داخل المدن والتي تعد ابرز عوامل نقل الامراض من الحيوان الى الانسان فالصحة ترصدها وإنما المنع من اختصاص دائرة البلديات  وكذلك ظواهر الجزر العشوائي وتراكم النفايات في الشوارع وداخل الازقة ومخلفات البناء التي تعد مرتعا للقوارض والكلاب السائبة الخازنة لأمراض اللشمانيات والتي تحتاج جميعها الى تعاون الشرطة والأمن الاقتصادي وسرية رفع التجاوزات.....وهكذا فالمسئولية مشتركة ويتحملها اطراف عدة يجب ان ينظم العمل بينها ويقوم على التنسيق المشترك وبروح الفريق الواحد لتامين الواقع الصحي والبيئي في المحافظة .

خطط سنوية

ومشيرا الى ان تلك الاجراءات الوقائية المتبعة بالتعاون والتنسيق مع الدوائر الساندة يصاحبها خطة سنوية متبعة لمكافحة الوبائيات .مبينا ان لكل مرض انتقالي هنالك خطة سنوية ومستمرة وضعتها الدائرة للسيطرة عليه ، فعلى سبيل المثال ان اغلب الامراض الانتقالية يمكن السيطرة عليها من خلال عملية التلقيح الوقائية  مثل الحصبة والنكاف وشلل الاطفال والسعال الديكي والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها كما تشهد  البرامج السنوية حول السيطرة على الامراض التي تكون لها مسببات اخرى كالحشرات ونواقل الامراض تقدما كبيرا حيث تم استئصال العديد من الامراض من محافظة ذي قار  كمرض الملاريا اذ لم تسجل المحافظة لأكثر من عشر سنوات اي اصابة جديدة رغم انها كانت من المحافظات الموبوءة بهذا المرض مع التمكن من تصفير مرض البلهارسيا فضلا عن انه على مدار اكثر من 16عاما لم تسجل اي اصابة بشلل الاطفال وذلك بفضل برامجنا المستمرة لتحقيق مقاييس الصحة العامة للقضاء على تلك الامراض المتوطنة .

وتابع القول بان فعاليات مكافحة نواقل الامراض والسيطرة على الحشرات حققت نجاحات ملحوظة ابرزها توزيع  25 الف ناموسية مشبعة بالمبيدات وزعت على المناطق الموبوءة وخاصة في المناطق الريفية مع الاستمرار ببرامج مكافحة القوارض في مناطق الاصابات وبرامج  التضبيب المسائي ورش المستنقعات المائية  فيما تكمن المشكلة في عدم توفر السيارات بسبب الضائقة المالية وخاصة في موسم تكاثر الحشرات وهي مواسم اعتدال الاجواء وخاصة الفترة الانتقالية الواقعة بين مواسم الصيف والشتاء.

كارثة بيئية

ولاحكام السيطرة على الوضع الوبائي ناشد حنتوش المعنيين والجهات ذات العلاقة بضرورة ايجاد الحلول الملائمة لاماكن الطمر الصحي لكون الوضع ينذر بكارثة صحية وبيئية كبيرة  لها انعكاسات سلبية على الصحة العامة خاصة بعد ان فتحت شبكة المجاري على مناطق الطمر الصحي لاسيما وان هناك تجمعات سكنية تقطن بالقرب منها كمجمع النفط والمصفى فضلا عن عبث ما يسمى (النباشة ) الذين يقومون بأخذ المحتويات التي تفيدهم  من القمامة ثم اللجوء الى حرقها مما يفاقم من من الامراض الصدرية والتنفسية

مطالبا متخذي القرار في الحكومة المحلية بنقل تلك الاماكن التي تسمى تجاوزا بطمر صحي  الى اماكن اكثر نظاما وأمانا .مبينا ان الطمر يأتي بمعنى الدفن وهي اماكن غير مدفونة كما تنعت بالصحية بينما هي عبارة عن تجمع للنفايات غير صحي .

ومشددا على اهمية اتخاذ اجراءات اكثر حزما لان اغلب الدوائر تتذرع بالشكوى من قلة الموارد والإمكانيات  مع مطالبته بتفعيل اكبر لدور السلطات التنفيذية بمنع الظواهر الغير صحية  ووضع الاسس المستديمة للمراقبة والمتابعة للسيطرة على الوضع الوبائي كظاهرة الرعي داخل المدن لان الحيوانات التي يربيها الانسان في منزله قد تحمل العديد من الجراثيم والبكتيريا فضلا عن ان تعرض الانسان للعض او الخدش من الحيوان المصاب بالجراثيم تجعله عرضة للإصابة بالأمراض و تعامله مع فضلات الحيوانات يزيد من مخاطر الاصابة بالعدوى  بالإضافة الى وجوب منع الجزر العشوائي وظاهرة الباعة المتجولين غير صحية و اهمية تفعيل الاجراءات القانونية بحق المخالفين لإزالة تراكمات البناء و السكراب و الزام اصحاب المحلات التجارية  برفع النفايات والازبال.

وللمواطن دور...

كما اكد حنتوش على دور المواطنين في تعزيز الاجراءات الوقائية المتخذة للحد من الاصابة بالأمراض المعدية  والسيطرة عليها  بوجوب الاهتمام بعملية تلقيح الاطفال الوقائية  ضد الامراض الانتقالية حيث تحد التطعيمات بشكل مذهل من انتقال الامراض المعدية لذا لابد من الالتزام بجدول التطعيمات الخاص بالأطفال مع الحرص على اخذهم الجرعات المنشطة وعدم الاكتفاء بالحملات التي تصلهم للبيت مع ضرورة  ديمومة النظافة الشخصية  وعدم مشاركة الغير في ادواته ومن بين هذه الادوات فرشاة الاسنان او المشط او امواس الحلاقة وتجنب تناول الطعام المكشوف والملوث بالإضافة الى اهمية الاهتمام بالنظافة العامة بعدم رمي الازبال وتجمعها بشكل عشوائي وأهمية استخدام الحاويات والحفاظ على نظافة البيئة المحيطة به .

ومتأسفا على عودة ظواهر غير صحية في اماكن معينة من المحافظة مثل ظاهرة التقمل او مرض الجرب التي من المؤلم ان نسمع بعودتها مرة اخرى  في حين انها مرحلة تعداها الوطن منذ زمن وجميعها  امراض تخص النظافة الشخصية  والغسل الجيد  ولذلك خصصت منظمة الصحة العالمية يوما عالميا  لغسل اليدين لنشر الوعي بين فئات المجتمع المختلفة بان اليد هي العامل الاهم في نقل وتفشي الامراض .

و في ختام حديثه اوضح حنتوش بان الاجراءات الوقائية المنفذة في مجال مكافحة الامراض الانتقالية لا تؤتي ثمارها وتحرز النتائج المطلوبة الا بتظافر وتكامل الجهود من قبل المواطن من جهة والجهات ذات العلاقة المسئولة عن تامين الواقع البيئي والصحي من جهة اخرى لتحقيق السيطرة الشاملة والحفاظ على الصحة العامة .